أهلاً بك, ضيف! التسجيل RSS

الخميس, 2024-04-25
الرئيسية » 2011 » يونيو » 25 » الفقر وكبت الحريات .. قاسم مشترك في تفجير الثورات العربية
6:00 PM
الفقر وكبت الحريات .. قاسم مشترك في تفجير الثورات العربية
-

 المظاهرات اجتاحت الدول العربية ... والأسباب متقاربة

 يلاحظ المراقبون أن الثورات التى تشهدها المنطقة العربية حاليا، تشترك فى سمات يأتى فى مقدمتها الاسباب التى أدت الى اندلاع هذه الثورات الشعبية منذ مطلع العام الجارى بدءا بتونس ثم مصر واليمن وليبيا وسوريا.

وتشمل هذه الأسباب، كما رصدها عدد من وسائل الاعلام العالمية، الفقر وتدهور مستويات المعيشة وممارسة القمع وانتهاك حقوق الانسان والحريات الاساسية للفرد وتضييق الخناق على حرية التعبير والصحافة فضلا عن الفساد المالى والادارى.

وفيما يتصل بثورة 25 يناير فى مصر، لاحظت تقارير فضائيات مثل شبكة "بى بى سى" و" سى ان ان" أن الفقر وتراجع مستويات المعيشة قد برز كأحد اهم اسباب اندلاع الثورة بالاضافة الى الاساليب القمعية التي انتهجها نظام الرئيس السابق حسني مبارك وكذلك تضييق الخناق على الاصوات المطالبة بالتغيير وتزوير ارادة الشعب المصري من خلال تزييف نتائج انتخابات مجلس الشعب العام الماضي، بحيث خرجت العملية بفوز
ساحق للحزب الوطني الحاكم في ذلك الوقت وخروج الاحزاب الاخري منها بدون تمثيل على الاطلاق او بتمثيل ضعيف لايعكس شعبيتها فى الشارع المصري.

وفي اطار رصدها للاحداث فقد اشارت شبكة "بي بي سي" الي ان الثورات قد تكون دموية وسريعة، وقد تكون سلمية وبطيئة ، بيد ان كل نموذج، كما قالت الشبكة، يظل مختلفا على عن الاخر رغم وجود بعض الانماط المتكررة، مؤكدة ان الفقر سبب رئيسي في اندلاع الثورات وهو ما سيؤدي حتما الى انداع الثورات في كل الازمنة ، حيث يعد الفقر سمة سائدة على صعيد العالم.

وقالت الشبكة البريطانية انه في عهد الرئيس السابق حسني مبارك تخطت نسبة الفقر ما يقرب من نصف الشعب المصري، وبالرغم من ان الفقر لم يكن السبب الاساسي في اندلاع الثورة الا انه يمكن الجزم بأنه جاء فى المرتبة الثانية ضمن اسباب اندلاع الثورة المصرية بعد اسلوب القمع تجاه المصريين لمدة 30 عاما.

ويلاحظ المراقب ان بوادر الثورة قد ظهرت منذ مقتل الشاب خالد سعيد بعد تعرضه للضرب على يد اثنين من المخبريين السريين وبعد حادث كنيسة القديسين وهو الحادث الذي وجه فيه البعض على استحياء اصابع الاتهام الى النظام السابق ووزير داخليته حبيب العادلي - الذي يقضي عقوبة السجن لمدة 12 عاما بتهم غسيل الاموال والتربح واستغلال منصبه - وأيضا جاءت الثورة المصرية بعد مقتل الشاب السلفي سيد بلال الذي اتهمه النظام السابق بتدبير حادث كنيسة القديسين وتم اعتقاله وتعذيبه حتى الموت.

وبعد مرور ايام من هذه الاحداث المتتالية اطلق بعض الشباب صفحات على الموقع الاجتماعي "فيس بوك" تدعو للتظاهر يوم عيد الشرطة الموافق يوم الثلاثاء 25 يناير، تنديدا بقمع الشرطة، وما لبث ان جاء يوم الثلاثاء المنتظر وحدث ما لم يكن يتوقعه النظام السابق او الشعب المصري نفسه وهو نزول الالاف الى الشوارع
للتظاهر ضد اساليب العادلي، ووقعت يومها اشتباكات لم ترق الى معارك مثلما حدث يوم جمعة الغضب في الثامن والعشرين من نفس الشهر.

ومن ناحية اخرى اشارت "بي بي سي" الى موقف الجيش المصري من ثورة 25 يناير، فقد لاقى نزول الجيش مساء يوم "جمعة الغضب" ترحابا شديدا من قبل الشعب، واعتبر المصريون انه حمى الشعب وثورته.

ومضت تقول ان موقف الجيش المصري تجلى منذ بدايات الاحداث وليس في الوقت الراهن فقط ، مشيرة الي قيام قوات الجيش باقامة اسلاك شائكة عند مداخل ميدان التحرير، خاصة من جهة ميدان عبد المنعم رياض وكان وقتها يحاول المتظاهرون التصدي لهذه الخطوة، غير أن الجيش أبدى تفهمه وذهب ليطمئن الجميع بأن هذه الحواجز لتفتيش من يريد دخول الميدان، وأوضح ضباط الجيش للمتظاهرين والمعتصمين ان هذه الاجراءات تهدف لحمايتهم.

وكانت الشبكة البريطانية قد تساءلت عن مصير الثورة المصرية بعد موقعة "الجمل" والتي خاضها بعض مؤيدي الرئيس السابق لاجبار المعتصمين على فض اعتصامهم ، فقد تكهنت بوجود ثلاثة احتمالات خلال تلك المرحلة . الاحتمال الاول هو حياد الجيش وبقاؤه في مكانه وعدم ميله الي جهة دون الاخرى ، والثاني هو السماح ببعض العنف بين المؤيدين والمعارضين ، وكان من الممكن ان يتغلب احد الطرفين على الاخر ، والاحتمال الثالث هو تدخل الجيش سواء كان لصالح الرئيس او لصالح الثوار.

واعادت الشبكة الي الاذهان الفرحة العارمة التي عمت ربوع مصر عقب اعلان تنحِّي الرئيس حسني مبارك في الحادي عشر من شهر فبراير الماضى وتركه ادارة البلاد للمجلس العسكري الاعلى الذي اكد انه لا يوجد بديل عن الشرعية التي يرتضيها الشعب المصري.

وقالت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الامريكية ان دور الجيش المصري اتسم منذ بداية الثورة الشعبية في مصر وحلوله محل قوات الامن والشرطة بالانضباط، وعبر عن دوره في حماية المتظاهرين والمحتجين.

واشارت الشبكة الامريكية الي عقد المجلس الاعلى للقوات المسلحة بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي في غياب مبارك اجتماعا بالرغم انه لم يكن قد ترك منصبه بعد، واصداره للبيان الاول الذي قال فيه انه سيظل في حالة انعقاد دائم لاتخاذ ما يلزم لحماية مكتسبات وطموحات شعب مصر.

ولفتت الى البيان الثانى للمجلس العسكري الذي اكد خلاله انه سيكون الضامن لانهاء حالة الطوارئ في مصر بعد انتهاء الازمة والفصل في الطعون المقدمة بانتخابات مجلس الشعب، واجراء التعديلات التشريعية اللازمة وصولا الي انتخابات حرة ونزيهة.

و قد تحتاج الثورة الى مجرد شرارة لاشعالها ، واحيانا قد تكون الشرارة فعلا يائسا لشخص يحرق نفسه احتجاجا على تصرف ما ، مثل الشاب الجامعي التونسي بائع الخضروات محمد بو عزيزي الذي أضرم النار في نفسه والذي علقت صورته في مخيلة مواطنيه. وقد اقدم على هذه الخطوة بعد ان ضاقت به الحال وتقطعت به السبل وفشل في الحصول على قوت يومه عن طريق بيع الخضروات بسبب تعنت ضباط الشرطة ومصادرتهم لعربته.

وقالت شبكة "بي بي سي" في معرض ملاحظاتها على الاحداث في تونس ان الثورة التونسية لم تأت من فراغ بل كانت لعدة اسباب منها بوعزيزي واهمها تفشي الفساد تحت زعامة الرئيس زين العابدين بن علي -الفار الي السعودية بعد 23 عاما من الحكم.

وقالت الشبكة البريطانية ان مرتبة الفساد في عهد بن على بلغت نسبة كبيرة ووصلت نسبة الفقر في تونس الي 6ر7% وتخطت نسبة البطالة بين الشباب حاجز 4ر30%.

وأكدت الشبكة البريطانية أن الفيصل الاهم بين نجاح الثورة او فشلها هو موقف الجيش تجاهها ، حيث يكون الجيش محايدا او منحازا للنظام او للقطاعات الشعبية، مشيرة الي ان الثورة التونسية ظهرت عليها بوادر النجاح منذ اعلان قائد هيئة اركان الجيوش رشيد عمار الوقوف بجانب المتظاهرين، مشددا على انه لن يطلق النار على المتظاهرين وقام بحماية العديد من المظاهرات المناوئة للرئيس التونسي من هجمات الشرطة التونسية، وكان المواطنون يهتفون حينها "يحيا الجيش ، يحيا العدل"، فمن هنا جاء قرار بن علي بالهرب عندما ابلغه قادته العسكريون انهم لن يطلقوا الرصاص على حشود المحتجين.

ومن جانبها قالت شبكة "سي ان ان" الاخبارية ان الجيش التونسي يعد احد اهم اسباب نجاح الثورة التونسية، فهو من غلب مصلحة شعبه على مصلحة شخص واحد هو بن علي.

واشارت الشبكة الامريكية الي ان المدن التونسية شهدت استقرارا كبيرا، مقارنة بما كانت عليه قبيل فرار بن علي ، فقد احكم الجيش قبضته على البلاد، وتزامن ذلك مع ظهور الثمرات الاولي لنجاح التونسيين في استرداد "حريتهم" بعد الاطاحة بنظام بن علي، اذ تم رفع الحظر من على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و "تويتر" وجرى اطلاق سراح عددا من المعتقلين السياسيين.

وتمكن مستخدمو الانترنت حينذاك من ملاحظة السرعة الفائقة التي باتت الشبكة تتمتع بها بعد ازالة انظمة الرقابة عنها، واتيح لكافة المشتركين الدخول الي حساباتهم على مختلف المواقع واستخدامها بحرية.

وبالنظر الى الوضع الراهن في سوريا والاحتجاجات التي تشهدها البلاد ، فان الفقر يعد احد اهم اسباب اندلاع الاحتجاجات في المدن السورية ، مما يؤكد ان الفقر احد العوامل الاساسية لاندلاع أية ثورة.

ويعتبر الشباب اهم الفئات التي يصيبها الفقر في سوريا سواء بسبب كونهم ابناء لعائلات فقيرة او نتيجة تحولهم الى فقراء بسبب البطالة التي تضرب قطاعات واسعة من الشباب بمن فيهم الفئات المتعلمة ، وبين هؤلاء نخبة من المتعلمين من اطباء ومهندسين وخريجي جامعات وقد عجزت سياسات التشغيل التي تتم متابعتها من جانب
الحكومة السورية والقطاع الخاص عن توفير فرص عمل كافية للشباب.

وقالت شبكة "بي بي سي" ان نسبة البطالة بين الشباب السوري وصلت الى 4ر24\% ووصلت نسبة الفقر بين السوريين الى 9.11%.

واعادت الشبكة البريطانية الى الاذهان تعهد الرئيس السوري بشار الاسد بالمضي قدما في اصلاحات بعد توليه السلطة خلفا لوالده حافظ الاسد عام 2000 ، غير ان البلاد لم تشهد تقدما كبيرا في هذا المجال.كما لا يزال قانون الطوارئ ساريا في سوريا منذ فرضه عام 1963.

ولفتت الشبكة الى احد القواسم المشتركة في الثورات العربية الا وهو منع الحريات السياسية وممارصة القمع لاسكات الاصوات المطالبة بالحرية. ويلاحظ المتابع للاحداث ايضا انتهاج بعض الانظمة العربية نفس النهج . ففى مصر وجه النظام السابق اصابع الاتهام الى جهات خارجية ومن ثم الاعتداء على المتظاهرين وهو نفس ما يحدث في سوريا و اليمن وليبيا.

واذا كان النظام السابق فى مصر قد اعتدى على المتظاهرين فى ميدان التحرير فيما عرف بموقعة الجمل ، مستخدما "البلطجية" ، فان النظام فى سوريا يستخدم "الشبيحة" و يدعي عدم المسئولية عن ممارساتهم.

وقال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ان النظام يجبر العمال والطلاب على الخروج في مسيرات مؤيدة للرئيس السوري ، ومن لا يمتثل لهذه الاوامر يتم تهديده بخفض راتبه واعتباره متغيبا عن العمل كما يتم تهديد الطلاب بالغاء درجاتهم العلمية لهذا العام.

وبالنسبة الي الشعب اليمني فهو يعد افقر الشعوب العربية ، فقد وصلت نسبة الفقر في عهد الرئيس علي عبد الله صالح الى 8.41% ونسبة البطالة بين الشباب الى 15% ، وفقا لما ذكرته شبكة "بي بي سي" التى قالت ان اليمن هي الدولة الاكثر فقرا في العالم العربي، حيث يعيش نصف السكان على دولارين في اليوم.

ولفتت الى تقارب اقوال الرئيس المصري السابق والرئيس اليمني وتعليقهما على الاحتجاجات ، فقد صرح صالح بعد ايام من اندلاع الاحتجاجات بأنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة وذلك بعد ان قضى ثلاثة عقود في السلطة.

وابلغ صالح البرلمان حينذاك بأنه لن يسلم السلطة لنجله، وقال "لا تمديد، لا توريث، لا عودة بعقارب الساعة الى الوراء" ، وهي الاقوال التي قالها ايضا مبارك والذي اكد مرارا لا للتوريث او للترشح من جديد في الانتخابات الرئاسية الجديدة.

وتواجه اليمن موقفا مشابها للموقف السوري حيث الاحتجاجات العارمة في مختلف انحاء البلاد بالاضافة الى تعرض المتظاهرين لرصاص قوات الامن وسقوط ضحايا ومواجهتهم حملات اعتقالات واسعة النطاق.

وخلص باحثون يمنيون الى ان رحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح سيساهم في بناء دولة مدنية حديثة تتساوى فيها الحقوق والواجبات وتتكافئ الفرص والتوزيع العادل للثروات.واشترط الباحث والمحلل السياسي محمد الغابري لنجاح الدولة الحديثة وجود فترة انتقالية يتم فيها تحديد حجم القضايا التي ينبغي تسويتها قبل البدء في عملية البناء.

ومن جانبه هون استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء عبد الخالق السمرة من مخاطر الارهاب على المجتمع الدولي - التي يرددها النظام في حال سقوطه - معتبرا ان هذه الظاهرة نمت وترعرعت في ظل حكم صالح وبالتالي لا مبرر لخوف الغرب من ذلك عقب رحيله.

و فى ليبيا، بدأت احداث الثورة بسلسلة من المظاهرات في الشوارع والاحتجاجات والعصيان المدني في الخامس عشر من فبراير الماضي وذلك بسبب تضييق الخناق على الحريات السياسية وانتشار الفساد ، وانعدام حرية التعبير تحت حكم العقيد الليبي معمر القذافى.
بالرغم من ان ليبيا لا تعاني من الفقر مثل العديد من الدول الاخرى التي شهدت الثورات الا ان الفقر وحدة ليس العامل الاساسي لقيام الثورة ، فقد يثور الشعب لاحساسه بالظلم او التهميش او القمع وهو ما تجلى في الثورة الليبية.

وتقول شبكة "بي بي سي" ان الثورات قد تكون دموية وسريعة ، وقد تكون سلمية وبطيئة ، بيد ان كل نموذج يظل مختلفا عن الاخر على الرغم من وجود بعض الانماط المتكررة ، معتبرة ان الثورة الليبية هي الاكثر دموية حتى الان بين جميع الثورات التي شهدتها البلاد العربية.
مشاهده: 300 | أضاف: mevcyou | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]