أهلاً بك, ضيف! التسجيل RSS

الخميس, 2024-04-18
الرئيسية » 2011 » يونيو » 20 » عزمى بشارة فـى ضيافة (الشروق): مطلوب تنظيم عابر للأحزاب للحفاظ علي مبادئ الثورة وإلا ضاعت القضية خلال أشهر
6:33 PM
عزمى بشارة فـى ضيافة (الشروق): مطلوب تنظيم عابر للأحزاب للحفاظ علي مبادئ الثورة وإلا ضاعت القضية خلال أشهر

عزمي بشارة



عندما وصل إلى مطار القاهرة أوقفه ضابط الجوازات معتذرا، فاسمه مدرج على قوائم الممنوعين من دخول البلاد، أحد بقايا قرارات النظام السابق. احتاج الأمر أكثر من ساعة وعدد لا بأس به من المكالمات الهاتفية حتى يتمكن عزمى بشارة من عبور بوابة الخروج من صالة المطار.

وفى الطريق يرصد النائب العربى الأشهر والأسبق فى الكنيست «انفراجة فى وجوه المصريين. الوجوه ليست عابسة كما كانت فى السنوات الماضية»، هى أول ملامح التغيير الذى تسجله مصر عقب ثورة 25 يناير، ويرده المفكر الفلسطينى إلى «الشعور الوطنى بالإنجاز».

عزمى بشارة الذى يدير اليوم المركز العربى للأبحاث ودراسة السياسات توقف فى العاصمة المصرية لعدة أيام ليلتقى نخبًا سياسية «قديمة» وشبابًا غيروا وجه مصر من الميدان، وحل ضيفًا على الدبلوماسيين المصريين فى محاضرة تجاوزت الساعتين «ولم تكن لتحدث فى ظل وزارة أبوالغيط». بشارة توقف فى «الشروق» وحل ضيفًا عليها فى ندوة عن «الحالات الثورية»، بدأها بالأوضاع العربية من مصر إلى سوريا وختمها بفلسطين، بدأها متفائلا وهو يرصد مستقبل الشباب وثوراته وختمها متشائمًا عندما توقف عند قضيته الأم، فلسطين.

قبل ما يقرب من أسبوع على سقوط نظام مبارك كتب عزمى بشارة عن «الثورة الكبرى فى مصر» وكيف أنها «أخرجت من الشعب أفضل ما فيه». وبعد خمسة أشهر على خروج الثوار إلى الشارع لم يتخل بشارة عن تفاؤله ولا عن قناعته بأن «الآفاق فتحت وأن الفرص متاحة للتغيير، رغم عدم حدوثه بالشكل الكامل». فالوضع فى مصر أو كما يصفه «بالمهمة» لم تنته «ومازلنا لا نعرف إلى أين ستصل الأمور».

يتوقف المفكر العربى كثيرا عند الوضع فى مصر ويعتقد أن الحدث الأهم «مازال هنا وأنه سيكون المؤثر الرئيسى على الوطن العربى بل وسيكون نجاح النموذج المصرى من عدمه مؤثرا على باقى الدول العربية التى لم يحدث فيها تحرك بعد انتظار للظرف المناسب».

لكن حتى الآن كما يرصد الناشط القومى فإن الثورة المصرية «مازالت حائرة أى نموذج تأخذ. النموذج الإندونيسى انتصر لأنه شكلَ نموذجا اندونيسيا وهكذا النموذج البرازيلى». ويدعو بشارة بذلك إلى منحى جديد فى الثورة بمعنى إنتاج نموذج مصرى خاص، يتجاوز الميدان، «عندها فقط سيصبح خطيرا». فالنموذج المصرى الوحيد للثورات هو ميدان التحرير أو ميادين التحرير. «والميدان يستشهد به فى العالم كحالة تصويرية وهذا له أهمية وقوة شديدة. لكن الميدان ليس تعويذة أو حجابا، ثلاث خطب وتسقط العروش».

النموذج، الذى يتحدث عنه، يأتى فى رأيه «عند الانتصار وتغيير النظام وتحديد شكل النخب التى ستحكم». ويعول عزمى بشارة كثيرا على هؤلاء الشباب الذين قادوا الثورة فى تشكيل صورة مصر الجديدة، وينتقد معه محاولات إقصائهم و«هذا الاعتقاد بأن الشباب يقومون بالثورة والكبار يأتون ليحكموا».


أعمار الحكام

يذكر بشارة بمعدل الأعمار فى بريطانيا بل وبالمنطقة العربية و«كيف أن كل الناس التى نعتز بها فى هذه الأمة كانت من جيل الشباب». هو يشير هنا إلى شخصيات مثل عبدالناصر وحسن البنا ولا يرى مجالا لأن ينتخب البرلمان القادم بدون «شباب الثورة» ويذهب لأبعد من ذلك، متمنيا أن يأتى من بين صفوفهم رئيس الجمهورية فى الانتخابات بعد القادمة.

انحياز المفكر العربى لشباب التحرير راجع إلى تلك «الثقة» التى بناها الشباب بين بعضهم البعض وقناعتهم أنهم «ملتزمون بمبادئ الديمقراطية، رغم اختلافهم بمرجعياتهم وتوجهاتهم».

«شباب الائتلاف أتوا من مشارب مختلفة قوميين وليبراليين وإسلاميين من الإخوان والجبهة و6 أبريل وغيرهم وهذا لم يمنعهم من الاقتراب من بعضهم لأنهم عاشوا معا وناضلوا معا وشاهدوا معا من استشهد منهم واقتربوا من بعضهم البعض إلى درجة أنهم اليوم يعانون داخل أحزابهم بل ومهمشين وهذه الظاهرة صحية فيهم لأنهم يرون المصلحة الوطنية أهم من المصلحة الحزبية». وهذه التركيبة من «الثقة» و«التقارب» هو ما عجزت القوى «القديمة» عن الوصول إليها وهكذا يعتبر بشارة «كل الحديث الدائر عن الدستور قبل أو بعد الانتخابات حديث نخب قديمة» فى حين تجاوزه «شباب الميدان».

يقول بشارة إنه طلب خلال لقائه بنشطاء وممثلى عدد من الأحزاب المصرية أثناء هذه الزيارة أن يتركوا الشباب يتحاورون وينتجون «10 مبادئ» يسترشد بها الجميع. ويرفض بشارة فكرة أن الشباب منقسم أو أن هناك عشرات الائتلافات. «هناك منظمون معروفون وفى نواة صلبة ممكن تشكل 150 شابا معبرين عن الميدان. من يكتب الدستور فى النهاية ليس الشعب كله والبرلمان به 300 أو 400 عضو».


تنظيم عابر للأحزاب

وفى مقابل تلك المسئولية التى يرى أن على النخب القديمة تحملها فى دعم الشباب أو «جيش الاحتياط» كما يعتبرهم يطالب بشارة شباب الميادين بتشكيل تنظيم «عابر للأحزاب بقيادات معروفة للتنسيق الدائم فيما بينهم وللتقريع ولإنذار الأمة وحراسة الثورة». تنظيم يكون له اجتماع أسبوعى ويصدر بيانات ويحدد ما يتوافق مع مبادئ الثورة ومالا يتوافق معها. وإلا ــ كما يحذر بشارة ــ «ستضيع هذه القضية خلال أشهر».

التحذير الثانى الذى يطلقه المفكر الفلسطينى خاص بالجمعيات الأهلية والمساعدات الغربية. فى الأولى وهى إقامة منظمات مجتمع مدنى، يقول الرجل وبعيدا عن التخوين أو عن نظرية المؤامرة: إن «إقامة المنظمات الأهلية فى فلسطين مثلا كان قرارا سياسيا من قبل المؤسسات الغربية لإبعاد مثقفى الفصائل عن السياسة. والآن سيملأ الممولون الأجانب ساحات مصر حتى يتحول الشباب من السياسة إلى الثرثرة».

أما فى الثانية - أى المساعدات الغربية - فالهدف منها كما يراه «إعادة إنتاج الطبقة الحاكمة. ستعيد إنتاجها عبر رجال الأعمال المستفيدين منها، عبر طبقة سياسية وعبر نموذج للتنمية يمنع مصر من أن تكون مثل البرازيل وإنما يجعلها مثل باكستان».

«لا ديمقراطية من دون سيادة وطنية» لذلك يعتقد عزمى بشارة أنه من الضرورى أن ينتج الشباب «الذين تحدثوا كثيرا فى السياسة» خطابا موازيا فى الاقتصاد «وهذا بعد ناقص عندهم» وأن يفكروا «ما هو نموذج التنمية للثورة المصرية».

فى كتابه «فى المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطى عربى»، الذى صدر قبل 3 سنوات، ينتصر عزمى بشارة لأطروحة أنه «لا ديمقراطية من دون سيادة وطنية»، ويرفض ما شاع فى بعض أوساط المثقفين «أن الديمقراطية يمكن أن تحضر إلى البلاد العربية على ظهر الدبابات الأمريكية والغربية».

وفى خضم الحالات الثورية التى تهز العالم العربى يؤمن بشارة بأن التدخل الغربى سيكون «الخصم الرئيسى لكل هذه الثورات».
هو يتوقف هنا تحديدا عن الحالة الليبية ويرى أنها «أعادت الاعتبار للتدخل الغربى، بعد أن وقف الغرب ضد الثورة فى تونس ولم يقدموا شيئا لثورة مصر».


تناقض بوش وأوباما

«لابد أن نقاوم هذا المخطط ونشدد على أن ليبيا استثناء لن يتكرر. فهم ليس لديهم أى فضل والشارع العربى هو من احتضن الثورات بما فيها الثورة الليبية»، يلح بشارة وهو يذكر التناقض الغريب المتمثل فى أن إدارة بوش التى دخلت فى مواجهة عسكرية مع المنطقة كان شعارها بناء الديمقراطيات وكانت العقيدة المعلنة لجورج بوش إقامة ديمقراطية «لأن راعى الإرهاب هو الاستبداد» أما أوباما كما يستعيد تاريخ ليس ببعيد «جاء بعقيدة مقابلة وقال هذا كلام فارغ، المنطقة تظل كما هى ويجب أن نتعامل مع الاستبداد وزار مصر وقال لملك السعودية لقد أتيت أتعلم من حكمتك».

يتحفظ النائب العربى كثيرا على «التدخل الأجنبى» بما فيه موقف تركيا من الثورة السورية لأن «تركيا رغم محبتنا لها فإنها تتعامل مع سوريا كدولة كبيرة أمام دولة صغيرة وتركز الآن على المعارضة الإسلامية».

وينتقد أيضا بكثير من الدبلوماسية مؤتمر أنطاليا عن التغيير فى سوريا لأنه يعكس فى رأيه «قوى قديمة وليست القوى الجديدة التى قامت بالثورة»، رغم أهمية الحديث عن «مؤتمر وطنى انتقالى يتم فيه نقل السلطة بالتدريج».

بشارة يدعو إلى ما يصفه بمؤتمر وطنى «حقيقى مع الأطراف الحقيقية التى يتم اطلاق النار عليها الآن لتنظيم نقل السلطة فى مرحلة زمنية».

بشارة يعتقد أن الوضع فى سوريا «محسوم أيا كان الوقت»، بمعنى أن نظام بشار الأسد «لن يعود كما كان» فالوضع الاقتصادى «قد يؤدى بخروج الناس إلى الشارع فى دمشق وحلب. ولا أظن أن الدولة ستستمر فى توظيف الجيش بهذه الطريقة دون أن يتفكك خاصة أن الجيش نفسه مسحوق ويعانى من اضطهاد وفساد». هو «الشرخ فى النخبة الحاكمة» إذن، كما يشير إليه وكان فى رأيه أنه عامل الانتصار فى تونس وفى مصر.

هذا العامل المشترك بين الثورات يضيفه أيضا إلى أنها قامت فى «جمهوريات تناقض مفهوم الجمهوريات، أى فى البلدان التى بها مشاريع للتوريث»، فى مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا، البلد الوحيد مرر فيه الشعب التوريث، «بحجة مشروع المقاومة والاستعمار وخشية من الانقسام المذهبى».

هذا ما يجعل الصورة السورية أكثر تعقيدا وبها «بعد انشطار ضميرى وعاطفى ويجعل الحلفاء الطبيعيين للثورات فى حالة سوريا يصابون بالصدمة. لكن الاستمرار بهذا النهج يستعدى الشعب السورى على المقاومة. ولا يمكن الوقوف مع النظام ضد شعبه».


خلفيات المشهد السورى

ويبرر عزمى بشارة هنا لماذا اختارت النخب فى البداية موقف مخاطبة النظام وليس الشعب فى سوريا بينما فى حالة مصر كان الخطاب باتجاه الشعب «لأن خلافا لما حدث فى مصر، حيث كان المتظاهرون يطالبون بإسقاط النظام منذ اليوم الثانى.. فى حالة سوريا ظهر شعار إسقاط النظام بعد أسبوعين». ويضيف: «لم نكن نريد أن نقذف أبعد من الحركة الجماهيرية فى سوريا مع وعى أكبر لتعقيدات الأمور هناك».

يعود المفكر الفلسطينى بالتحليل إلى خلفيات المشهد السورى الآن ويسترجع بعضا من تفاصيل التاريخ فى محاولة لفك شفرة هذه الخصوصية. فالثوار فى سوريا ليس لديهم تجارب سابقة، «لم تكن هناك بروفات للثورة، لم تكن لديهم حركات مثل 6 ابريل ولا كفاية ولا كلنا خالد سعيد ولا حركة تضامن مع الشعب الفلسطينى فى الانتفاضة الثانية».

يسترجع بشارة المشهد فى درعا «وغباء وقسوة جهاز المخابرات السورى» فى مدينة حدودية مع الأردن. «كانت الحالة الثورية ناجمة عن رياح التغيير فى الشارع المصرى لكن تحول الأمر إلى انتفاضة أهلية بالمعنى الحرفى للكلمة حتى أكثر أهلية من سيدى بوزيد» فى تونس حيث مهد الثورة. «قبل ذلك كان ما يمكن تسميته تنظيمات سياسية شبيهة بمصر قد قامت بمظاهرة أمام وزارة الداخلية فى دمشق كان بها عشرات وانتهت بالتفريق وانتهى الأمر».

عادت الثورة فاشتعلت بطريقة فيها قدر كبير من «الانتفاضة للكرامة المهدورة للناس لعائلات ولزعماء عشائر ثم امتدت ومازالت افقيا وعموديا»، أفقيا بمعنى امتدادها من مدينة إلى الأخرى «كل جمعة» وعموديا بمعنى عمق المطالب التى «اختلفت من انتفاضة ضد المحافظ ومسئول الأمن السياسى» إلى المطالبة بتغيير النظام.

يتحدث عزمى بشارة عن «غباء النظام» السورى بعدم تلبية مطالب «الجماهير العينية المناطقية. الآن فقد النظام حوران وهى منطقة تشكل مصدر إمداد تاريخى للجيش السورى ولقيادات الحزب الحاكم. ويرى أن الطريق الذى يصر أن يسلكه النظام «خطير. فكلما طالت فترة القمع وزاد سفك الدماء سيؤدى إلى تعقيدات أكثر وكراهية أكثر ويفتح المجال لنوع من العصبيات الذى لا نريده لأنه من الصعب أن تتحدث خطابا عقلانيا تحليليا لبنية الاستبداد السورى فى ظروف وعى شعبى أسهل عليه أن يتهم الطائفية».

يقارن عزمى بشارة الوضع مجددا بين مصر وتونس والحالة السورية، بين المغرب والمشرق و«عملية بناء الدولة». «فأول دولة عربية بالمفهوم الحديث للكلمة هى مصر.. وتونس كانت من أوائل الدول. دول مركزية لها عمق وهناك شعور وطنى. هو ما سماها بورقيبة الأمة والقومية التونسية والوطنية المصرية لا تحتاج منى إلى حديث»، ينتقل بشارة إلى الدول المشرقية «التى لم تتصالح مع حدودها وحتى الآن تتبنى إيديولوجيات تتجاوز الحدود».


خارطة الغد السورى

يعتقد الكاتب الفلسطينى انه تم التعويض عن هذا الوضع فى البداية بأيديولوجية «قومية عربية» لكن الفرصة ضاعت مع «الأنظمة الاستبدادية التى قامت وظهرت معها الطائفية والإثنية بعد أن فقدت شرعيتها».

يرفض عزمى بشارة رغم ذلك الحديث عن المذهبية أو الطائفية «العلوية» فى الحالة السورية. «حزب الله مذهبى مثلا، إيران نظام مذهبى لكن العلويين علمانيون. صدام حسين وحالة تكريت لم تكن قصة سُنية وإنما ارتباطات عشائرية بمنطقة حولها لعلاقات، وكذلك النظام السورى استند فى ولاءاته الأمنية إلى قاعدته الاجتماعية العائلية».

يرد بشارة على سؤال عن خارطة الغد السورى، «بأن هناك تقاطعات محلية متشابكة» ويعطى مثالا على ذلك بمنطقة ريف دمشق، «منطقة بها تقاليد تاريخية للناصريين.. وناصريون ملتحون بالإضافة إلى السلفيين، سلفية اجتماعية وليست جهادية. الخارطة ستنجب تيارات جديدة مثل الثورة المصرية، لكن فى النهاية ستنجب تيارا واحدا رئيسيا» وليس بالضرورة التيار الإسلامى. فالإخوان فى سوريا غير مصر كما يقول. «لم ينجحوا فى التحول إلى حركة موحدة هناك إخوان حلب وإخوان حماة، حتى فى خضم الصراع مع النظام السورى كان جزءا مستعدا للحوار وجزءا حامل سلاح. وتلقوا ضربة قوية فى الثمانينيات ليس على غرار مصر، لكن أكبر بكثير، فالعضوية عقوبتها الإعدام».

اليوم نفوذهم فى الداخل «ضعيف جدا»، كما يعتقد بشارة.. أما ماذا ستفرزه أى انتخابات قادمة؟ «لا أعرف».

«نظام سنى معتدل»؟ ربما، فالأصوات داخل إسرائيل نفسها ترتفع غير رافضة له. بشارة الذى يعلم جيدا مفاتيح النظام السياسى الإسرائيلى بحكم نشأته ونيابته فى الكنيست إلى أن اتهمته تل أبيب بالعمالة لحزب الله إبان حرب لبنان فى 2006، يقول إن إسرائيل منقسمة ما بين مؤيد لهذا النظام السنى وبين طرف آخر يعتقد أن انهيار نظام بشار يعنى فوضى وأن عراقا جديدا على حدودها. «لكن لا أعتقد أن لديهم استراتيجية»، يقول بشارة قبل أن يضيف أن الكل لديه هذه الهواجس «ولا نريد ثورة فى سوريا حتى تصبح سعودية جديدة إذا كان هذا.. خلينا مع بشار أفضل».

يعول النائب على الشعوب مرة أخرى فلا هى تقوم بالثورات «لاستبدال استبداد باستبداد. هناك مخزون قوى جدا لدى السوريين مع الحرية والديمقراطية».

فقط العلاقة مع إسرائيل قد لا تتغير باحتمالات تغيير نظام الأسد. «فسوريا لديها صراع مع إسرائيل لأن لديها أرضا محتلة»، ويؤكد بشارة أنه بالمثل لن تتغير العلاقة مع حزب الله. «أنا دولة لدى صراع مع إسرائيل وهناك تنظيم مسلح من أفضل التنظيمات على الحدود لماذا أحاربه؟. أتصور أن هناك ضيق أفق فى هذا التفكير لماذا يحارب حزب الله؟ فى النهاية هناك ضرورة استراتيجية للدولة السورية والعدو هو إسرائيل».

وإسرائيل قلقة جدا فى اعتقاد بشارة، خاصة من مصر. «تخشى من قيام حكومات عربية بانتخابات ديمقراطية تمثل الرأى العام. والرأى العام العربى غير مؤيد لإسرائيل وهم يأخذون هذه الأمور بمحمل جد. تقبلها فى المنطقة واعتراف الشعوب بها هذه قضية وجودية بالنسبة لإسرائيل». وتقلق إسرائيل لسبب آخر هو أن الديمقراطيات العربية «تزيل التميز.. انها الديمقراطية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط وأن أنظمة الاستبداد العربية يجب أن تمر عبر هذا الوسيط لقبولها فى الغرب. فلم يكن يشفع لأنظمة الاستبداد العربى سوى أن لديها علاقات معتدلة مع إسرائيل».

والديمقراطيات القادمة، «إلا إذا كانت غبية، كما يشرح الكاتب العربى ليست بحاجة لإسرائيل ويجب أن تخاطب الديمقراطيات الغربية كديمقراطية. أنا مثلكم لدى شعب ورأى عام. لا استطيع أن أقدم تنازلات حتى لا أسقط فى الانتخابات».


مخاوف وجودية فى فلسطين

هو استشراف للمستقبل وربما أمل يعقده المواطن من عرب الخط الأخضر أن يحدث تغيير «جدى» فى خطاب السياسة الخارجية المصرية «شىء متعلق بتوجيه إنذار وإلغاء مبادرة السلام العربية. أشياء تذهب باتجاه خطاب لإسرائيل يقول: لا يمكنكم الاستمرار بهذه الطريقة فى القدس وأن هذه السياسات ستؤدى بنا إلى ستين داهية»، خاصة أن إسرائيل، كما يؤكد كانت فى الفترة الأخيرة «تبنى تحالفا وليس علاقات تنسيق مع محور الاعتدال فى المنطقة».

التغيير ظهر فورا مع حالة نبيل العربى ولا نريد أن يختفى هذا فجأة»، كما يشير بشارة.

يؤمن الرجل أن «الثورات العربية ستغير الوضع. الوضع الآن مسىء جدا لأى مسئول سياسى أن يتصور حتى مع مسئول إسرائيلى». التغيير سيحدث فى العلاقة مع إسرائيل، لكن فيما يخص القضية الفلسطينية؟ «لدى مخاوف وجودية»، يقول بشارة، «فبدون استعادة البعد العربى لا أستطيع أن أفكر فى شىء. بدون البعد العربى، الوضع خطر».
مشاهده: 409 | أضاف: mevcyou | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0
إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]